سلطان القاسمي يفتتح معرض آثار منطقة البحيص

حاكم الشارقة خلال افتتاح معرض البحيص بحضور سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي وجانب من الحضور - من المصدر

أخر تحديث: الإثنين 17 مارس 2008 الساعة 02:22AM بتوقت الإمارات

الشارقة
أحمد مرسي:افتتح
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم
الشارقة صباح أمس ''معرض البحيص ''18 في متحف الشارقة للآثار.

ويضم
المعرض مجموعة من اللقى الأثرية التي يرجع تاريخها إلى سبعة آلاف عام
والمتعلقة بطريقة دفن الموتى وأشكال قبورهم وعرض بعض الآثار التي تدل على
العادات والتقاليد المتبعة لسكان منطقة جبل البحيص في ذلك الوقت.

شهد
افتتاح المعرض سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب
حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب الحاكم، وعدد من
الشيوخ والمسؤولين وسو أندروود مديرة إدارة المتاحف، وإلكا شخط مديرة متحف
الشارقة اللآثار، ورؤساء الدوائر والمؤسسات بالإمارة.

وذكر ناصر بن
هاشم مساعد أمين المتحف أن المعرض يبين أهمية منطقة جبل البحيص الذي يقع
في المنطقة الوسطى للشارقة على الطرف الغربي من سلسلة جبال الحجر التي
لعبت دوراً مهماً في تاريخ شبه الجزيرة العربية. وأوضح أن المعرض يلقي
الضوء على طبيعة الحياة في المنطقة وما تحويه من موارد طبيعية.

ويتضمن
المعرض نماذج لثمانية مقابر توضح طريقة دفن الموتى في تلك الفترة تنوعت
بين الجماعية والفردية والمقابر الثانوية ومجموعة من الخرز الذي كان
النساء والرجال والأطفال يستخدمونه في الزينة.

وأوضح ناصر بن هاشم
أن المعرض يشمل أيضاً جمجمتين واحدة لسيدة وأخرى لرجل، استطاع فريق البحث
من خلالهما التوصل إلى بعض أنواع العمليات الجراحية التي كانت تجرى في ذلك
الوقت مثل جراحة الأعصاب وغيرها، كما يضم المعرض عدداً من الأحجار شبه
الكريمة كالعقيق الأحمر واللآلئ، والتي تلقي الضوء على حياة البدو الذين
سكنوا المنطقة في ذلك الوقت.

وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة
المحاضرة التي ألقاها الدكتور صباح جاسم مدير إدارة الآثار، والبروفيسور
هانس أوربمان من جامعة توبنجن الألمانية بعنوان ''البحيص في الصحراء خلال
العصر الحجري الحديث''.

وتناول المحاضران مراحل تنقيب باحثين من
إدارة آثار الشارقة في موقع ''البحيص ''18 بالتعاون مع الجامعة ممثلة بكل
من البروفيسور هانس أوربمان، والدكتورة مارجريت أوربان. وأشارا إلى أن
عمليات التنقيب بدأت عام 1995 وانتهت عام 2005 وأسفرت عن العثور على لقى
أثرية كثيرة تخضع للتحاليل المخبرية المتخصصة.

وألقت المحاضرة
الضوء على اللقى التي تعتبر ذات أهمية تاريخية؛ لأنها تبين عادات وتقاليد
سكان المنطقة وطرق إجراءات العمليات الجراحية على الجماجم المكتشفة من
خلال عمليات التثقيب الجراحية القائمة على إبعاد العظم عن الجمجمة
(القحْف) للتخفيف من الآلام الناجمة عن الجروح في الدماغ أو الأمراض.

وأشارت
المحاضرة إلى أن الدراسات المخبرية التي أُجريت على المنطقة أوضحت أن أهل
البحيص ينتمون إلى فترة زمنية تعرف باسم ''العصر الحجري ما قبل الفخاري''،
وأن كل أدواتهم كانت مصنوعة من المواد الموجودة في الطبيعة من حولهم مثل
الحجر والخشب والعظم وألياف النباتات والشعر والجلد.

وتطرقت
المحاضرة إلى طقوس الدفن في البحيص والتي كانت تحتل أهمية كبيرة لأصحابها،
وأوضحت أن اللقى أشارت إلى أن أوائل سكان المنطقة آمنوا بالحياة بعد الموت
ولذلك دفنوا مع ممتلكاتهم الثمينة ليستعملوها في حياتهم الأخرى، حسب
معتقداتهم.